سأتذكرك كل خمس سنوات | ميار الشحات


عزيزى موظف الأتش آر، هل تذكرنى؟ كنت أمامك منذ خمس سنوات فى مقابلة عمل، لا اذكر الوظيفة نفسها، ولكن بالتأكيد كانت وظيفة اريد ان احصل عليها.
كان على وجهى ابتسامة عريضة، حتى تشعر اننى الشخص المناسب للمكان والوظيفة، كيف ترفضنى وانا بهذه الابتسامة السمحة؟

منذ خمس سنوات وجهت لى سؤالا تقليديا.. "اين ترين نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟"
ياااه! خمس سنوات! يا له من رقم كبير، سيحدث خلال الخمس سنوات تلك أمور عديدة، سأكون قد تخرجت من الجامعة، و ستكون اختى قد التحقت هى الاخرى بالجامعة، و اخى سيكون قد سافر، بالتأكيد سأكون قد حققت مشروعى و سيكون كبر و نجح، بل ربما اتواصل مع احد المخرجين الكبار وسيجعلنى احضر معه التصوير لاتعلم منه..هل سنكون قد تركنا مصر فعلا كما نخطط؟..كل هذا خطر ببالى عند سماعى سؤالك، ولكنى متأكدة اني جاوبتك حينها اجابة دبلوماسية من تلك الاجابات الى تعجبكم..ولكن للأسف كذبت عليك..أتريد ان تعرف اين انا بعد خمس سنوات من المقابلة فعلا؟ حسنا،

انا هنا، فى غرفتى..وحيدة، ابدو صامتة، ولكن بداخلى اصوات كثر لا تصمت ابدا..فشلت عدة مرات، للمصداقية دعنى اقول نجحت عدة مرات فى وسط سيل عارم من الفشل والاخفاق، لم احقق اى انجاز يذكر، مشروعى ايضا فشل بعد شهرين فقط، ربما لأن نفسي قصير، قصير جدا..ازهد فى الاشياء سريعا..جربت العديد من الامور، لكنى لم اتقن ايا منهم، تركتهم جميعا..اشتغلت فى عدة اماكن فقط لكى اكسب بضع النقود، التى اصرفها على امور تافهة استطيع الاستغناء عنها..كلما شعرت بالإحباط والقلق اطمئن نفسي بأن"لسه بدرى" 
كلما شعرت اننى على وشك الدخول فى امر كبير، أهرب..
و كلما شعرت بأن اخيرا وجدت هدفى و شغفى، افقد الحماس فى اليوم التالى..و اصبح فارغة.

ها انا هنا، ابحث بداخلى عما اريد ان اكونه، عن اجابة لهذا السؤال، كيف تمنيت ان اصبح؟
ها انا هنا، فى غرفتى..وحيدة..ابدو صامتة، ولكن اتمنى ان بعد خمس سنوات ألا اكون هنا، اكون حيث تمنيت قبلها منذ خمس سنوات..اى الآن.

No comments:

Post a Comment

Leave a comment before you go :)