السؤال الذى يؤرقنى | ميار الشحات


السؤال الذى يؤرقنى, من انا؟!..من سأكون؟ و كيف سينتهى بى الأمر؟..لطالما كان خوفى من ان اصبح كأى شخص آخر رحل عن الدنيا كما جاء اليها, رحل دون ان يترك اثرا, دون ان يشعر بوجوده احدا..لا اريد ان ينتهى بى الامر موظفة فى مكان ما اعمل فى البيروقراطية و اغرق فى الروتين, لا اريد ان اكون زوجة عادية لزوج عادى ننجب اولاد عاديين, مزيد من الحمل و الثقل على الكوكب..هذا ليس ما اطمح اليه ابدا.
أدركت فى وقت مبكرجدا ان الناس فى هذا العالم نوعان, اما فاعل او مفعول به, و سألت نفسى, الى اى نوع انتمى؟! قررت ان اكون فاعل, لا ان اتلقى مستقبلى بدلا من ان اصنعه, راضية بأقل شئ لأن ليس لدى خيار آخر, و ان ارادوا ان يتذكرونى بشئ يوما, فليذكرونى بعزيمتى, بإرادتى, بمثابرتى, بإنجازاتى المعدودة مهما كانت صغيرة, لا اريد ان يتذكرونى اتألم, اصمت, ابكى, أقبل, أضعف..
أيقنت ايضا ان لا شئ يتم دون ارادة الله, وانه وحده القادر على ان يجعلنى من ندراء القرن, او ان يجعل وجودى بلا معنى او مغزى..
كنت اصلى كثير, و ادعى طوال الوقت, لم يكن لدى دعاء معين,فأنا مشوشة جدا, لا استطيع حتى تحديد ما اريد ان ارسله للسماء فى الدعاء.
دعيت كثيرا و بكيت كثيرا, بكيت لشعورى بالضبابية, بالضعف, لشعورى ان سينتهى بى الامر تماما مثلا جارتى, او اى امرأة شرقية بائسة, تموت و هى فى الثلاثين و ان كانت حية..
ما كان يؤلمنى اكثر و اكثر, انى وحيدة..وحيدة جدا, لا اجد من ينصت إلى, لا اريد احد يسمعنى لأنه واجب عليه ذلك, او ليعرف ما بى من اجل اشباع فضوله, او ليتسلى بقصتى فى مجلس آخر..
خذلانى فى الناس ولّد لدى خوف من ان اخذل احدهم, كلما شعرت بإحساس مؤلم يولد لدى خوف هائل من ان اكون السبب فى ألم احدهم, لا اريد ان اؤلم احدهم, او اخدع احد, او اخيب امل آخر..اريد ان اكون بصمة سعيدة و ذكرى جميلة فى حياة كل من يعرفنى يوما..
يقولون انى متعدة المواهب, هم يرونى كذلك, فأنا ارسم, اصمم, الون, اكتب, اصور..ولكنى لا ارى هذه الاشياء مواهب, او هوايات, انها اشياء انفس بها عما بداخلى, و احيانا ما اتمناه..يتنبئون لى بمستقبل باهر..ولكنى ارى نفسى بلا امل, وبلا عمل..
لم اجد من يشجعنى و يدعمنى ابدا..لذلك ابذل قصارى جهدى لأشجع احدهم فى تحقيق حلمها والمحافظة على شغفها تجاه شئ معين..
يومى ملئ, و احيانا ممل, ولكن فى نهاية اليوم, و بعد انقضاء كل شئ, يظل ذلك السؤال يؤرقنى..من انا؟ و من ساكون؟ و كيف سينتهى بى الامر؟!